السبت، 30 ديسمبر 2017

أفكار اقتصادية من أجل اليسار ودعوة إلى الحوار: نحو نقد الليبرالية الجديدة


 كتب / محمد شهدى سلطان 

برنامج اقتصادي لليسار مقابل البرنامج «النيوليبرالي»

«لا يفلّ الحديد إلا الحديد». هكذا قالوا، ونحن نقول: إن حديد «الليبرالية الجديدة» القاسي لا يفلّه إلا حديد اليسار، فما حديد أو جديد اليسار؟ وهل من بنود فارقة وعلامات فاصلة في برنامج لليسار، يصلح رداً مقترحاً لمواجهة إخفاق الليبرالية الجديدة، تلك التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم مؤخراً في مصر، سواء كسياسة أو كتيار فكري، يشتغلان على مستوى التطبيق وعلى صعيد تكوينات النخبة المثقفة وخاصة منها تلك العاملة في مهنة البحث الاقتصادي والتعليم الجامعي سواء في جامعات العاصمة ــ حكومية أو خاصة ــ أو جامعات «الأقاليم»...؟
في ما يلي نرصد أهم النقاط التي يمكن إثارتها في هذا الشأن:
1- استعادة معالم الوظيفة الاقتصادية ــ الاجتماعية للدولة في مجال «الحنوّ» على أبناء الغالبية الاجتماعية للشعب، من خلال العمل ــ عبر الزمن ــ على تلبية الحاجات الاجتماعية الأساسية، المادية منها والروحية، حاجات الغذاء والسكن والكساء والدواء، والتعليم والصحة والنقل والاتصال الإبداعي.
2- استعادة جوهر المنهجية التخطيطية، عبر تخطيط الإنتاج والاستثمار والتشغيل والتجارة الخارجية، لمقابلة متطلبات التحول الهيكلي للاقتصاد باتجاه صيرورة اقتصاد مصر «اقتصاداً صناعياً جديداً» ثم «اقتصاداً مصنّعاً حديثاً»، في إطار الثورة العلمية ــ التكنولوجية المتجددة.
3- الانطلاق من الإرث «الكارثي» للتخفيض الدراماتيكي لقيمة العملة المحلية منذ مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، سعياً إلى تشجيع التحول نحو بناء قطاعات إنتاجية وتصنيعية بديلة للواردات، اعتماداً على ارتفاع تكلفة الاستيراد مقابل تكلفة المنتجات المحلية. ويتطلب ذلك ــ من بين أمور أخرى ــ سياسة متناسقة نشطة لدعم مستلزمات الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق