الأحد، 21 نوفمبر 2021

الجوهر كتبت/ نارزين حسن بني هاشم


  


الروح عبارة من ثلاتة حروف مركبة تحمل في مكنونها بحرا لامتناهي ،معنى غير ملموس لكنه كله محسوس ،هناك روحان الروح التي زرعت في كل الكائنات الحية التي اذا نزعت يفقد الكائن الحياة،لكن الروح الثانية التي يشعر بها الانسان في كل شيء يخصه خاصة حين يتعلق الأمر بالاحاسيس و المشاعر ،لا توجد روح سيئة او خبيثة او مؤذية او غير لطيفة او غير نبيلة قطعا لا توجد،لأن الروح اصلها منبع نبيل و طاهر و نقي فلهذا توجد فقط في أنبل الاشخاص و اطهرها ،و كل من يمتلك روحا يعيش كل حياته شاعريا يعيش كل شيء بإحساس قوي ،إذا أحب و عشق يكون مختلف حبه عن البقية لان شاعريته قوية لدرجة الخيال يعيش في عالم وحده يراه بعين مختلفة عن كل البشر حتى العطور تفوح منه برائحة مختلفة عن غيره ،يعشق التفاصيل الصغيرة و يتفنن في التدقيق و التحليل بكل لذة و حنان ،يشعر بكل شيء بالانفاس و بكل الارواح المحيطة به حتى اذا كانت جمادا يحس انها حية تتنفس ،يرى الحياة بطريقة مختلفة عن البقية حتى الجحيم يجد فيه ما يلهمه و يحوله الى جنة دافئة بلهيب من العشق و الحب،يتميز بالابحار في كل مسلك يتسلل بين الذخان في شعلة،هذه الذاة القائمة بنفسها معنوية الوجود غير محسوسة او ملموسة هي اساس الوعي و الادراك و الشعور الجميل الخالد، وظائفها منعشة و مستقلة استقلالا تاما ،هناك من تفارقه الروح عند النوم و هذا شيء طبيعي لكن هناك من تضل تحييه حتى في موته الاصغر تحوم به في العوالم ليلا شوقا حنينا تسافر به في سماوات شاعرية تهيم به تدلله و ترفعه الى ابعد مسافات العشق و تتركه هائما لكن ليس بضائع يدرك تماما كل لمسة لنسمة حين تلامسه ،يشعر بعزف الهواء و رنين اوراق الاشجار و حتى حين تفتح الازهار تحسها كانها تمد يديها لمعانقتك تشتم عطرها بزفير يصل الى اعمق اعماقك ،حتى الرياح تشعر كانها تداعبك من كل مكان و تلعب بخصلات شعرك تطايرا في الهواء و تراقصك ،هذه الذات اللطيفة كالهواء المنعش التي تسري في الجسد كسريان الماء في عروق الاشجار التي يتم نفخها في الجسد كالريح لكنها لا تقارن بالريح في مفهومها،المحرك الاساسي لمن يملكها مزيج من النفس و العقل و الرغبة و الحلم و الشهوة و لذة الاخذ و مهارة العطاء الكامل حتى الإكتفاء التام المشبع لكل متطلبات الجسد الشعورية و العاطفية و التي تحفظ توازن الوجدان محور الوجود الاساسي .

و يعيش حاملها في كل مرة حلة شاعرية مختلفة عن سالفتها فعندما يزوره الحب و العشق يشعر كأنه نفخت فيه الروح ثانية لكن بشكل مختلف و يبدأ نغم يطرب المشاعر و العيون تلمع لمعانا جريئا و مغري تبدأ حينها بإستقبال مشاعر تثمرها و ترويها من مبنع الحياة فيبدأ الرقص على اطراف الاصابع طيرانا في الهواء بين كل ما هو حي و ميت تلامس كل شيء بحب و تغذي كل شيء حب و تسمو الى مالانهاية تزرع و تقطف و تسقي و تشرب و تنام على الدفء و فوق الغيم و السحاب تعانق الهواء عشقا و تلامسه كانه فارسا يحتوي وجدانها يرميها في الهواء عاليا و يلتقطها بين ذراعيه محكما قطفها بقوة شاعرية تداعب الروح،عندما  تعطش و تضمأ لا يمكنها الارتواء الا من عاشقها الذي  يمتلك روحها التي هي جوهرها هذه  الشقية اللطيفة المتمردة الحنونة المغامرة المجنونة الشغوفة الحالمة الهائمة العطاءة و الأخادة و الخالدة في العشق ،يصل فيها الى كمال العشق و الحب فتتشابع الروحين في ما غاصتا تضل الروحين في عمق كل شيء لا ترضى بمنتصف الأشياء يا كل شيء يا لا شيء .هي تقوى على كل الاحاسيس و كل الحركات و كل الارادات و لفظها في المنهل يذكر و يؤنث ،الملكوت من القدرة،هذا هو الجمال الكامل الحقيقي الذي تطيب به النفس و الجسد ،الاشخاص بدون  روح لا تترك في حياتك اثرا بل الارواح فقط من يستحيل نسيانها تترك نحتا في القلوب يضل الى ما بعد الحياة ،اذا سكنتك روح فتأكد انك لن تستغني عنها الا عند مفارقة الحياة .

الدكتورة نارزين حسن بني هاشم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق