الأربعاء، 21 فبراير 2018

حوار مع قلبى



✍حوار_مع_قلبي
✒Batot Ahmed 
وسألني قلبي في عزلتي :  أراك تفضلين العزلة، تخرجين منها قسرًا، وتعودين إليها شغفًا، أمن كره لثرثرة الأفواه أم حب للخشوع في رحاب الصمت ؟
رددت في نفسي هامسة :آه من سؤالك #حب_للخشوع_في_رحاب_الصمت
قلت: أراك ترمي باللوم والعتاب من وراء القصدأيها القلب الذي لا أستطيع تجاهلك!!
قال بدقاته الهادئة : نقدم فروض الولاء والإلحاح حتى توافقين على الخروج منها ما بكِ وكأن في الحوارات أفاعٍ تنفث سمها عليك فترديكِ سقيمة النفس!!
الست قوية بما يكفي لتواجهي البشر وتلتحفيهم بحبك وعطفك ورحمتك وشهد لسانك الذي ذقت حلاوته 
قلت بابتسامة خفيفة : ليس ذلك يا قلبي  ولكن دعني أسرد لك بعضًا من حالي الذي يقلقك وبالمثال يتضح المقال، و يتجلى المعنى المراد من القول!
فحينما تكون امرؤ عاشقًا للعزلة، ممتنًا بالوحدة، شغوفًا لعبادة الصمت وتتخطي أوقات التجمعات حتى وإن كانت ودودة تود الوصول إلى صومعتكَ بأقصى سرعة يمكنك بلوغها!!
الكل ينادي أيا غربتي هوني وأنا أنادي أيا غربتي كوني!!
يتلامزون ويتغامزون من ورائك ينعتونك بالجنون تارة وبالكبر تارات!! وهم لا يدرون مذاق ما تجده في وحدتك!!في صمتك !! في تأملك!!في عالمك الخاص
عزائي فيهم أنهم والمعرفة كأقطاب متنافرة فما بالكَ لو ذاقوا؟!
أيااا قلبي 
 ليس من ذاق كمن عرف؛ فمن عرف اغترف وماشبع قط ،بيد أنه رغم كونك عاشق لكينونتك هذه التي لا تروق لمن حولك تجد نفسك مرحبًا بأن تسفر عن وجه وحدتك وتترك لغيرك لا حق رؤيتها وحسب بل وتأملها بوحًا والانخراط معها في أحاديث مطولة، وهذا حينما يأتيك هذا الأحد على حين شوق يفتت كبد روحك!!
هذا الأحد ربما تأخذك لهو الحياة وكدها وهمٌّ الرعاية لمن تحت مظلتك عنه يوما بعد يوم، فترجئ مكالمتك له مرة تلو المرة ليفاجئك هو باتصال يبث في جسدك الروح وينعش في قلبك النبض، ويسري بأوردتك قطرات الدم التي تجلطت بفعل برودة المشاعر التي خلفها  البعاد نهارآ!!
حينما يكون "الأحد الله " وإنه لرفعة للكلمة الأولى مجاورتها الثانية، تتبدل مقايس الرغبة والرفض، فلارغبة في العزلة ولا رفض للحكي!! 
يا هناءك حين يحمل نفس الزمن ترددات صوتك مع صوت الله ..يسمعك في صمتك !! فيأتيك هرولة يشق باب الوحدة الصماء فيحيلها مجلسًا حكاءً، تبث شكايتك  تطبيبا ودواء حتي لتشعر بنوره يدخل  كل ذرة داخلك فتسكنك الراحة  في  كل جزء فيك، فيرتوي القلب و الكبد والرئة وهكذا حتى كامل ذراتك !
تنتشي فرحآ وتعلي نبرات بكاءك دون أن تدري ، ولسان حالك  يطلب مددا ..قرباا ..لقاءاا ..حبآ
تقف ممنونًا له شاكرًا إياه على منحك تلك الفرصة العظيمة التي تشعر فيها أنك يا قلبي  على قيد الحياة ؛ فلازلت عبده المحب  الذي يلبي حاجتي وأمنيتي الملحة وتكفيني طمأنينة منه تسكنني بأنها ستكون يومااا
نعم هي الطمأنينة والسكينة 
لمثل هذه التي ذكرتها لك يا قلبي أنتشي فرحًا وأشتاق إليها لهفة ولا أجد فيها غصة بل فيها كل عبق الجنان وعطايا الرحمن التي تقول لك، أبشر بوصل الله لك فلازال لك دور في هذه الحياة فاعمل له!!
استمر أنت قوي بي 
حينها تشعر أن الله نور السموات والأرض معك في كل لحظة ولن يتركك وارحم بك من بني البشر ، رفيق لين هين بضعفك 
قال: لا أعرف بما أجيبك؟!!
عسى بإجابتي -التي هي بالأساس سؤالآ- نصيب من غبطة وبعض من حيرة!!
قلت :كن نابضاا بحب الله تبقى حياا وأبقى أنا حية
#وسألني_قلبي⚘

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق