كتبت/ نارزين حسن بني هاشم
أيها الانسان الكبير أنا ألدك من جديد ،من دهر و أنا أراقبك على مكث أقرب منك إليك ،أرى دموعك الباطنية غير التي تظهرها ،أحس ذلك الألم الذي يتربصك و لا يريد الإبتعاد عنك ملازمك من مهدك كظل سام مميت،يتغذى منك و يستقوى عليك مجردك من كل قوة للمقاومة ،أراك محاولا جاهدا الاستمرارية فقط،نسيت كيف تعيش ،و تعايشت مع كل القساوات التي فرضت عليك،اليوم أنا ألدك من جديد جنينا خاليا من كل الشوائب ،سأجملك بالعطاء بكل كماله ،و سأدفئك من قساوة البرد في حضن طبيعة خضراء أشجارها مثمرة بالحب و الاستقرار ،اليوم أنا أطربك أنشودة ملحمية تعيد إليك هويتك التي سلبت منك تحت مسمى الحضارة و التكاثر المفرط لكل الابتكارات و المخلوقات الاصطناعية التي منعتك من نشاطك الطبيعي و دورك الحقيقي في مجتمعك ،اليوم حبيبي أنت،
سأرضيك حتى بعد الاكتفاء،
زرعت لك بستانا بيدي ثماره مختلفة الالوان و الانواع ،و لن أقطع منها شجرة ما حييت فأقلامي ليست من خشب.
أنا أقرؤك من سنين طويييلة و أبحرت بدقة في متاهات رسائلك السلوكية التي تصدرها من حولك هي مشفرة سلسلة غير متناهية من الاشارات و الكلمات و التصرفات و أسلوب حياتك و تعاملك و مظهرك الخارجي بكل تجلياته ،أنا مرآتك يا جنيني الذي إنتظرت دهرا كاملا لإعادة إنجابك في حلة جديدة تليق بك ،سأكون أنا الدور الهائل في حياتك بمنحك الانطباع و كل ما هو إيجابي فعلا و ليس قولا ،فإستعد لاستقبال ما هو حقك و لك في الحياة التي اتيت من أجل عيشها ،إستعد !
سأرغمك على العيش بفرح و سعادة بكل ما أوتيت من قوة و حتى إن نفذت مني قوتي سأستعين بقوى خارقة من الواحد الاحد الذي أنعم عليك و علي بروح الإنسانية التي افتقدتها و انا سأعيدني و أعيدك إلى مسارنا الصحيح ،فقدت الثقة يا كبيري الصغير ،أنت تشعر بأنك تزيف كل شيء في حياتك و لا تشعر بأنك جيد بما فيه الكفاية ،صرت تشعر بالغموض في تركيبتك مع كل محاولاتك لتبقى ايجابيا ،سنكافح معا كبيري الصغير في كل الاحيان ،تعتقد أنك لست واثقا من شيء لديك القدرة و الخبرة الفعلية فيه ،فإقتنع اليوم يا جنيني انك حصلت فعلا على كل شيء،
اليوم نحن لا نزيف الواقع لكن نعيد الشراع إلى مساره الصحيح و الحقيقي الطبيعي،بوصلتك سرقت من زمن بعيد و هناك من حدد لك إتجاها يخدم مصالحه،و من اليوم لم تعد منتوجا تجاريا ،سأمنع بيعك في الاسواق العالمية كلها و أطعمك من بذور الأرض فقط،و أدفئك بأشعة الشمس و أنير ظلمتك بضوء القمر ففيه سر دواء شفاء من كل داء ،نحن لم نأتي عبثا إلى هذا الكون لكن حقيقة مجيئنا زيفت في ديار النشر،و اليوم أنا حبرك المنير.
الدكتورة نارزين حسن بني هاشم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق