كتبت: د/غادة حجاج
تم النشر بواسطة:عمرو مصباح
أعذار وحجج: متاهة بين شريكين.. لماذا يرفض الرجل الزواج؟
العلاقات العاطفية طريق مليء بالأحلام المشتركة، وأحياناً كثيرة تصطدم تلك الأحلام بصخرة الواقع المتمثلة في رفض أحد الشريكين، خاصة الرجل، للزواج. عندها تتحول المحادثات إلى ساحة معركة من *الأعذار والحجج* المتبادلة، تاركة الطرفين في حيرة وألم. فما هي طبيعة هذه الأعذار؟ ولماذا تُستخدم؟ وكيف يمكن الخروج من هذه المتاهة؟
*وجهة نظر الرجل: جدار من الأعذار*
غالباً ما يلجأ الرجل إلى تقديم أسباب تبدو منطقية أو ظرفية لتبرير تردده أو رفضه:
1. الاستقرار المالي: "عايز أجمع شوية فلوس"، "عايز أضمن مستقبل كويس لينا". هذا السبب غالباً ما يكون حقيقياً في مجتمعات تثقل كاهل الرجل بأعباء الزواج المادية، لكنه معظم الاحيان يُستخدم كدرع ومبررات واهية لإخفاء أسباب أخرى.
2. الاستعداد النفسي/الخوف من المسؤولية "لسه مش مستعد للمسؤولية دي"، "خايف مقدرش أكون زوج كويس"، "عايز أتمتع بشبابي شوية". هنا يختلط الخوف الطبيعي من التغيير الجذري مع رغبة في الحفاظ على الحرية والمرحلة الحالية.
3. *الظروف العملية/الدراسية:* "شغلي مش مستقر"، "لسه بادئ حياتي المهنية"، "عندي التزامات عائلية كبيرة". قد تكون هذه ظروفاً حقيقية تتطلب وقتاً، لكنها قد تصبح مماطلة لا تنتهي..
4. الشكوك وعدم التأكد من العلاقة نفسها: "عايز أتأكد أكتر من مشاعرنا"، "في حاجات بينا محتاجة حل قبل ما نتقدم". هذه إشارات خطيرة قد تعني عدم اقتناعه بالعلاقة أو بالشريكة كزوجة.
5. **الخوف من الفشل أو تجارب سابقة:** "الزواج صعب"، "شايف تجارب كتير فاشلة"، "مش عايز أكرر غلطة". تجارب الماضي..
**وجهة نظر المرأة: اعذار الرجل تؤدي إلي فقدان الشغف في العلاقة والإحباط*
من جانبها، تتحول المرأة من شريكة حالمة إلى باحثة ومحققه تحاول أن تفك شفرة الاعذار وقد تقدم حججها الخاصة..
1. **ضياع الوقت والشباب:** "إحنا كبرنا خلاص!"، ""، "عايزة أستقر وأبني بيت". الشعور بأن الساعة البيولوجية تدق
2. الشك في المشاعر والجدية: "لو بيحبني بجد هيتقدم أو على الأقل هيكلم اهلي في الموضوع"، "الرجالة اللي بتحب بتتقدم مش بتسوف"، "دلوقتي عرفت إن مش ناوي وبيتسلي".
3.*الإحساس بالإهانة وعدم التقدير:* " هل أنا مش كويسة كفاية؟"، "بيستاهلني ولا لأ؟"، رفض الزواج قد يُفهم على أنه تقييم سلبي لها كشريكة حياة.
4. *الضغط الاجتماعي والأسري:** "أهلي بيتسألوا"، "القرايب بيتكلموا"، "كل صحابي اتجوزوا. الضغوط الخارجية تزيد من توترها
5. *طلب الوضوح والصراحة:** "قول لي الحقيقة عشان أعرف أتصرف"، "مش عايزة تضييع وقت"، "إيه المشكلة الحقيقية؟". تصل لمرحلة تريد فيها إجابة صريحة مهما كانت مؤلمة.
**المتاهة والآثار: أين المخرج؟*
تتحول العلاقة إلى حلقة مفرغة:
*الرجل:* يشعر بالضغط والهجوم، فيتراجع أكثر أو يقدم أعذاراً أضعف.
*المرأة:يشتد إحساسها بالإحباط وعدم الأمان وفقدان الشغف فتزيد الضغط والاتهامات.
*النتيجة: تآكل الثقة، تراكم المشاعر السلبية (غضب، حزن، قلق)، وربما نهاية العلاقة للأسف بمرارة.
كيف نكسر الحلقة؟
١. الفهم الحقيقي للأسباب: هل أعذاره ظرفية قابلة للحل بخطة زمنية؟ أم أنها مؤشر على عدم رغبة حقيقية في الزواج منها تحديداً؟
٢. الواقعية :مناقشة التوقعات المادية (بداية متواضعة؟)، تقسيم المسؤوليات، وضع خطوات عملية نحو الهدف بدلاً من انتظار "الكمال".
٣- وضع حدود زمنية واضحة: إذا كانت الأسباب ظرفية، ما هو الإطار الزمني المقبول للانتظار؟ الوضوح هنا يحمي مشاعر الطرفين بل وكرامتهم أيضا
5. التقييم الصادق للعلاقة: هل أساس العلاقة سليم وقائم على الحب والاحترام؟ أم أن الزواج أصبح هو الهدف الوحيد مع تجاهل مشاكل موجودة أصلاً؟
6 -الاستعداد لقبول النهاية: إذا استمر التردد والرفض دون أسباب قابلة للحل، أو كُشفت عدم رغبة حقيقية، فالانفصال المؤلم قد يكون أكثر كرامة من الاستمرار في علاقة بلا مستقبل وبلا جدوي وبلا كرامة أيضا لأنها علاقة لمجرد التسلية ليس اكثر
*الخلاصة:*
معركة الأعذار والحجج حول الزواج ليست مجرد كلام، بل هي صراع بين الخوف والأمل، بين الرغبة في الاستقرار والرغبة في الحرية، بين الصراحة والمجاملة. المخرج ليس في "كسب" المعركة بإجبار الطرف الآخر، بل في الفهم المشترك والوضوح الشجاع. إما التوصل لرؤية مشتركة وخطة عملية نحو الزواج، أو الشجاعة لإنهاء العلاقة باحترام، قبل أن تتحول سنوات الحب إلى سنوات من الإحباط والندم. القرار الأصعب هو أحياناً الأكثر حكمة للطرفين.