السبت، 4 يناير 2025

احنا مش عرب

 


كتبت: أمل فوزي 

تم النشر بواسطة: عمرو مصباح 





لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نختصر هوية مصر في فكرة "العروبة". اللغة ليست دليلًا على الهوية. أمريكا وبريطانيا يتحدثان الإنجليزية، لكنهما دولتان مختلفتان تمامًا. الجزائر والمغرب يتحدثان الفرنسية، لكنهما لم يصبحا جزءًا من فرنسا. اللغة مجرد وسيلة تواصل، وليست بطاقة هوية تُلزم شعبًا بأصل أو ثقافة محددة.


اللغة ليست دليلًا على العروبة


بعد حرب عمرو بن العاص وانتصاره في دخول مصر، تم فرض اللغة العربية والدين الإسلامي على المصريين. هذا الاحتلال العسكري والديني كان مجرد مرحلة من تاريخ مصر، لكنه لم يغير جوهرها أو هويتها. فرض لغة أو دين لا يعني أبدًا تحويل أمة بأكملها إلى هوية مختلفة. تونس، على سبيل المثال، تتحدث الفرنسية بسبب الاستعمار الفرنسي، لكنها لم تصبح فرنسية. كذلك، مصر لم تصبح عربية بسبب الاحتلال العربي.


الطابع المصري.. هوية متفردة


رغم الاحتلالات والتأثيرات الخارجية، حافظ المصريون على هويتهم، بل وأعادوا تشكيل كل ما تم فرضه عليهم ليعكس روحهم وثقافتهم الخاصة.


لهجة مصرية مميزة:

اللهجة المصرية فريدة من نوعها، لدرجة أن أغلب العرب لا يفهمونها، ونحن بالكاد نفهم لهجاتهم. المصريون صنعوا لغة خاصة بهم من خلال دمج كلمات عربية، إنجليزية، وفرعونية. اخترعنا أيضًا Franco Arab، وهو مزيج لا يفهمه سوى المصريين.


كلمات لا مثيل لها:

هناك كلمات مصرية لا أصل لها في أي لغة أخرى، مثل "روش"، "أدي"، و"برضه". بالإضافة إلى ذلك، المصريون أعطوا معاني جديدة تمامًا لكلمات موجودة، مثل "جامد" و"عبيط"، بحيث أصبح استخدامها مفهومًا فقط داخل مصر.


تاريخ لغوي متنوع:

من القبطية أخذنا كلمات مثل "أيوة" و"تاتا خطي العتبة"، ومن الفرعونية "كحك" و"شبشب"، ومن التركية "أوضة"، ومن الإنجليزية "بلوفر". المصريون لم يقتصروا على استخدام اللغة العربية، بل أعادوا تشكيلها بطابعهم الخاص.



التاريخ المصري أكبر من أن يُقارن بالتاريخ العربي


التاريخ المصري لا يُقارن بتاريخ الدول العربية. عندما كانت الحضارة المصرية تُبني الأهرامات، العرب كانوا يعيشون في الصحراء، يفتقرون لأبسط مقومات الحضارة. كيف لمن له تاريخ يمتد لآلاف السنين أن يُختزل في هوية نشأت قبل بضع قرون؟

الأمر يشبه طفلًا حديث الولادة يقول لجد جد جده "أنا الأصل وأنت تتبعني". فكرة عبثية وسخيفة تجعل أي عاقل يضحك منها.


يا مصريين، لا تطمسوا هويتكم


المصريون ليسوا عربًا، بل هم أحفاد الفراعنة، بناة الحضارة الأولى، وأصحاب التاريخ الذي علّم العالم الطب، الهندسة، الفلك، والفنون. لا تجعلوا هويتكم العظيمة تُدفن تحت مسمى "العروبة".




استخدام فكرة "العروبة" كهوية هو اختزال سخيف لتاريخ مصر وشعبها. نحن لسنا أحفاد حفيد حفيد العرب، بل هم من تأثروا بنا وحاولوا محاكاتنا، وليس العكس.




مصر ليست عربية، ولن تكون عربية. مصر أكبر من أن تُحصر في هوية دخيلة عليها. مصر مصرية وستظل كذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة أخبار العرب 2013