الحلقة التاسعة (9)
بقلم الدكتور علي الدرورة.
تم النشر بواسطة: عمرو مصباح
*المباخر*
المباخر، والمفرد مُبخر، وقد يسميها البعض مَبخَرة، كما تسمى المَجَامِر، والمفرد مَجمَر أو مُجَمٌر، وله تسميات مختلفة في المجتمعات العربية، ومنها: (البَخٌارة)، و (المَبخَارة)، و (الوَشَق) وغيرها من المسمّيات حسب اللهجات الدارجة في الوطن العربي.
وتُعدّ المباخر من الصناعات التي رافقت الإنسان في العصور الغابرة مع نشوء الصناعات الفخارية، و كانت كلّ حضارة لها مميّزاتها في الطرز الجمالية لأشكال تلك الصناعات.
على أنّ المباخر أخذت على درجات متفاوت في التصميم حسب حاجة الإنسان واستعمالاته الدينية والاجتماعية، وقد كانت على هذا النحو:
1. مبخر القداسة ويمتاز بالفخامة وهو خاص بالمعابد.
2. مبخر خاص بالنذور، وهو الذي يقدّم نذرًا عند أداء الصلاة الشهرية في المعابد.
3. مبخر طين يشبه الكأس على شكل دائري في القاعدة وفي الصحن العلوي إلى حدٍّ كبير وما زال يصنع حتى اليوم في القطيف والأحساء والبحرين.
4. مبخر شرقي وهو الذي يأخذ الزوايا الأربع في قاعدته وفي صحنه العلوي.
5. المبخر الظفاري له شكل المبخر الشرقي ولكنه يمتاز بالطراز الخاص بأهل عمان.
6. المبخر الدائري مع قبة من المعدن ويأتي عل شكل قطعة واحدة، ويمتاز بمقبض جميل روعيت فيه أصول السلامة.
7. المبخر الكهربائي وقد تم استخدامه منذ بداية الثمانينيات.
8. المبخر الكهربائي ويعمل (إلكترونيًا) وبه أزرار خاصة بالعود واللبان والمعمول والبثيث وهو ما يتحكم في درجة الحرارة.
وتنوعت صناعة المباخر بشكل كبير جدًّا، كما تنوعت الخامات المصنوع منها، فقد كانت في العصور القديمة تصنع من الطين أو الجبس، ونادرًا ما تصنع من مادة أخرى كالنحاس مثلًا، وفي عصرنا تنوعت الخامات المستعملة، ومنها: السيراميك والمعدن والخشب والزجاج والبلاستيك وبعض المواد المختلفة المقاومة للحرارة.
وإلى جانب ذلك فقد أضيفت لمسات جمالية على المباخر، كما أدخلت النقوش والزخارف المتعدّدة.
روعيت في المباخر الأصالة الشرقية كالزخرفة والحروف وأشكال الورود والأزهار، وبعضها مطعم باللؤلؤ الزراعي وبقطع المرايا حتى صارت المباخر تجارة رائجة سواء تلك التي تصنع محليًّا في دول الخليج أو التي تستورد من خارجه.
والمباخر اليوم بأشكال عديدة ومن خامات متعدّدة أيضًا، وقد عمدت الدول الآسيوية إلى إرسال مندوبين إلى متاحف الشرق لتصوير المباخر الأثرية وإعادة تصنيع نفس الشكل أو إدخال تحسينات عليه.
-------------------
رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق