السبت، 26 يوليو 2025

طريق البخور





بقلم د. علي الدرورة 

تم النشر بواسطة:عمرو مصباح 


*بخور اللبان*



 اللبان الشحري (نسبة إلى بلاد الشحر) أو الحوجري، أو الكندر أو اللُّبَّان، ويعني بذلك لأنه أخذ من المصدر (ل‌ ب‌ ن‌) بمعنى لبن الشجر، وهو السائل الأبيض الذي تفرزه الشجرة بعد جرح جذعها، وهو الصمغ، وقد يكون اسمه اقتبس من اليونانية (λίβανος) ويعرف علميًا (باللاتينية: Boswellia Carterii)، وهو ضرب من صمغ شجر اللبان، إذ يمضغ فيستخرج عصارة حمضية ذات طعم مر، ولهذا سمّي بـ (المر). 

وتلك العصارة مفيدة جدًا للمعدة من الناحية الطبية، ويمكن أخذه على شكل نقيع، وهو شراب مفيد جدًا، بل إنّ فوائده عديدة من الناحية الطبية، كما يمكن الاستفادة من اللبان الذي أخذ محلوله واستعماله كبخور كما جربت ذلك بنفسي مرارًا.



والمعروف أنه يستخدم كبخور طوال العام وفي كلّ المناسبات، فعند حرقه يطلق عبقًا ذا رائحة زكية، وله استخدامات عديدة في وصفات الطب الشعبي منذ القدم وعبر الحضارات.


واللبان أنواع عديدة جدًا، فهو عدة ألوان، منها:

1. الأبيض الذي يميل للبياض كاللبن.

2. الأخضر وهو الذي يميل للاخضرار وهو النوع الوحيد الذي يمتاز بالطراوة.

3. الذهبي وهو الذي يميل للاصفرار.

4. الأسمر: وهو الذي يميل للاسوداد وهو المستخدم في عملية الحرق كبخور.


على أنّ هذا النوع الرابع لا يستخدم إلّا في البخور، على العكس منه النوعيات الأخرى، فهي تستخدم في مجالات عدة.


 والمعروف بأنه يتم استخراج اللبان من الشجر مرتين أو ثلاثًا في العام الواحد من شجرة الکُندُر أو شجرة اللبان أو اللبنى.


ويتم استخراج أجود أنواع اللبان عالميًا من أشجار اللبان من ظفار في سلطنة عمان وحضرموت، إلّا أنّ شجرة اللبان تنتشر في بقية أجزاء شبه الجزيرة العربية وشمال الصومال وأثيوبيا والهند، وأجود أنواعه الموجود في جزيرة سقطرى، وعدد أنواعه فيها 13 نوعًا وهي من أجود وأندر اللبان في العالم التي لا تنمو في مكان آخر. 


وقد اعتمد قديمًا على تجارة اللبان عند الحضارات القديمة في اليمن مثل مملكة سبأ وحمير وقتبان وغيرها من الممالك الجنوبية في حضرموت، وكانت تعرف قديمًا بمملكة اللبان والبخور.


ويذكر أنّ استخراج اللبان من شجرة الكندر يؤثر على خصوبة بذورها، حيث تتدنى نسبة خصوبة بذور شجرة الكندر التي يتم استخراج اللبان منها إلى 18%، في حين يرتفع لدى الأشجار التي لم يتم استخراج اللبان منها. 


وقد كانت الفراعنة تستورد اللبان في سفن خاصة تنقل اللبان من سلطنة عمان إلى مخازن اللبان في المعابد الفرعونية حيث كانت في المعابد مستودعات خاصة. 


وقد أخذ اللبان في عصرنا أبعادًا تجارية، ومنها أنه الى جانب استعماله بخورًا فهو أيضًا يستعمل في الأمور الطبية المتنوعة.


 وقد طور العمانيون اللبان فصنعوا منه:

 1. أعواد الند.

 2. الزيوت العطرية وهي على أنواع.

3. الكريمات الطبية.

4. الصابون.

5. أدخل في صناعة الحلوى.

6. العطور.

 وهذه التطورات في صناعة اللبان حدثت بعد سنة 2018م.


 ويمكن تقسيم أصناف اللبان إلى ثلاثة أنواع حسب الأفضلية والجودة:

 فأجودها هو الذي يسمّى:

1. (الحوجري) نسبة إلى حوجر في جبل سمحان.

2. (النجدي).

3. (الشزري). 

4. (الشعبي أو السهلي)، وهو الأقلّ جودة.

 يعتبر النوع الأول هو أفضل الأنواع على الإطلاق؛ لأنّ شجرته تنمو في المناطق المرتفعة الجافة التي لا يصيبها ضباب أو رطوبة الأمطار الموسمية ولبعدها عن البحر، أما النوع الرابع هو الأقلّ جودة؛ لأنّ شجرته تنمو في المناطق التي تتأثر بالأمطار الموسمية إلى جانب قربها من البحر.


 ويعتبر اللبان أحد أهم أنواع البخور المستخدم في جميع الطقوس الدينية لكلّ الديانات منذ بدء الخليقة حيث تم استخدامه في التبخير في كلّ الطقوس الدينية. كما أنّ ذكر اللبان قد ورد في إنجيل متى.


ويحتوي اللبان على مادة الكورتيزون المثبطة للالتهابات. ويقول الباحثون إنّ الكورتيزون المتوفر في اللبان ذو جودة عالية وفاعلية أفضل بكثير من الكورتيزون الصناعي. ويشيد الباحثون الغربيون بأنّ كورتيزون اللبان ليست له أعراض جانبية كالكورتيزون الصناعي الذي يسبب مضاعفات خطيرة منها هشاشة العظام والبشرة الورقية وقصور في وظائف الكبد والكلى. وتوجد أدوية عدة تم تصنيعها بعد فصل واستخلاص مادة الكورتيزون من اللبان.


----------------

رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة أخبار العرب 2013