الاثنين، 24 نوفمبر 2025

المرأة المطلقة بين نظرة المجتمع وقوه البدايات

 



كتبت: رنا ياسين 


كثير من النساء يدخلن تجربه الطلاق وهن يعتقدن ان الاسوأ قد انتهي ، لكن الحقيقه الصادقة ان ما ينتظرهن هو بدايه الصعوبات .

فالمجتمع احيانا ينسي ان هذه المرأه انسانه قبل ان تكون حالة اجتماعية ، فيحاصرها بالكلام الجارح ونظرات الاتهام وكأنها ارتكبت حطأ كبيرا .

تشير تقارير المجلس القومي للمرأه الي ان اغلب المطلقات يعانين من ضغط نفسي واجتماعي، وكثير منهن يشعرن بالعزلة لمجرد اختلاف وضعهن العائلي.

يتعامل المجتمع مع المطلقة علي انها ناقصة،بينما ينظر الي الرجل المطلق علي انه حر ومن حقه ان يعيش حياته كما يشاء ، حتي ولو كانت المرأة هي الطرف المظلوم.

نجد المطلقه تواجه نظرات قاسية رغم ارتفاع نسب الطلاق في السنوات الاخيره ، ما يعني ان الطلاق اصبح ظاهره اجتماعية منتشرة ، ومع ذلك مازالت السلبيه تطارد النساء بعد الطلاق .

دراسات كثيره اثبتت ان المطلقات يتعرضن للتمييز في السكن والعمل وحتي داخل الاسره ، فهمن يواجهن صعوبة في استئجار شقة، او في ايجاد عمل مناسب وان وجدن ، لا يسلمن من النظرات والتلميحات لمجرد انهن مطلقات ، وكأن هذا اللقب مبرر لظهور نوايا سيئة ممن يتعامل معهن.

اما الجيران فيراقبون تصرفاتها ويصنفون سلوكها ، ويتعاملون معها وكأنها خطر يهدد امانهم الاسرى، وليس انسانه كانت يوما تحلم بالاستقرار والامان .

حتي الاهل احيانا يخافون علي ( السمعة) وكأن فشلها في الزواج الاول جريمة، فيكررون علي مسامعها دائما ( انت مطلقه وكأنهم يذكرونها بلقب جديد اصبح هويتها.

وان حاولت ان تصنع لنفسها حياة جديده مع شريك اخر ، تجد لقب مطلقة يسبق اسمها، وكأنه اصبح اسمها الجديد ، وتواجه نظرات اهل الشريك بشك وريبة، وكأنها تجرأت حين احبت وحلمت ان تبدأ من جديد . 

لكن الحقيقة ان المرأة المطلقه هي امرأة قوية، الطلاق ليس ضعفا بل قوه وشجاعة ، ومن ينظر اليها بنظرة ناقصة هو من يعاني ضعفا في عقله وانسانيته وضميره .

الطلاق ليس نهاية ، لا نهاية فصل وبداية رؤية جديدة ، يجب ان تكتب مع من يستحق، وفي دائرة صحية سليمة تساعدها علي العيش والاستمرار بشكل صحيح .

الحلول ليست مستحيلة فالمجتمع لا يتغير بين ليلة وضحاها، ولكن علينا ان نبدأ بتغيير نظرتنا اولا.

مع الاسف كثيرون يدعمون المرأه المطلقة بالكلام فقط ، بينما الواقع يقول ان معظم البيوت لا تخلو من امرأة مرت بتجربة طلاق (اخت ،ام ، خالة ، عمة)

الطلاق ليس نقطة ضعف بل قوه وقصة جديده اختارت المرأة ان تكتبها بنفسها. اختارت ان لا تقبل بالقليل ، وان لاتبقي مع من يؤذيها ، وان تدافع عن حقها في حياه كريمة.

بدلا من الحكم عليها ، ساعدوها في بناء حياة افضل واكثر امانا. 

-الختام :-

الست المطلقة مش محتاجه شفقة ، هي محتاجة فرصة تعيش من غير حكم الناس، محتاجة حد يفهم انها اتوجعت بس لسه قادره تكمل .

هي مش نهاية حكاية بل بالعكس … دي بدايةً جديدة لانسانة قوية عرفت يعني ايه وجع ، ويعني ايه تقوم من تاني …

كل ست عدت بتجربة طلاق جواها قوة حقيقية ، يمكن وجعها علمها، بس كمان خلاها اصدق، وانضج ، واقوى من اي وقت فات .. 

ادوها فرصة ، وبدل ما تحكموا عليها ، شجعوها تبدأ من تاني … 

لانها تستحق تعيش حياه مليانة حب وسلام حقيقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة أخبار العرب 2013