الجمعة، 10 ديسمبر 2021

ناقوس الخطر كتبت/ نارزين حسن بني هاشم


الروح البشرية العميقة و ليست الروح المعروف عنها سبب الحياة تنزع و تزرع من خالق الكون ،بل الجوهر و اقدس ما يملك الانسان الطبيعي المتكامل الكمال البشري ،الذي يتمثل في طبيعة الانسان و اخلاقه و ثقافته و معدنه و وسطه و فكره و تقبله للغير و للمنطق و الغير مزيف و لا يميل ل تزيف اي شيء بالحياة يعيش كل شيء بكل تفاصيله و على اصله الحقيقي لا يكذب على نفسه في أي شيء يتقبل نفسه و حالته التي خلق عليها يرى جماله في كل شيء و يشعر بالطبيعة و جمالها و يحس اختلافها يجد فيها ما يبعده عن الروتين اليومي لتطبع البشري ،يميل لكل ما هو طبيعي ،و يجد راحته بعيدا عن التكنولوجيات و الحضارة التي يراها كلها تزيف ،الكمال البشري من اسهل ما يمكن لشخص الحصول عليه لانه يترتب عليه هو شخصيا فقط و لا يحتاج فيه اي عامل خارجي او مادي للوصول إليه لأنه غير مربوط بالعوامل الخارجية للحياة يكمن في شخص الانسان كل من يعيش على هذا النحو تكون له نظرة للحياة مختلفة عن البقية لانه يراها مجردة من كل الشوائب يعيشها بكل ما تحمل كلمة الحياة من معنى ،يستمتع بكل شيء في الحياة ،حتى الهواء يستنشقه بكل عشق تجده يتسرب الى كل خلية على حدى يشعر بانتشاره بروية في كل اركان جسمه ،ليس كل انسان موجود على هذا الكوكب يعيش الحياة اكثرهم لا يعرف حتى معنى الحياة يتسارع مشيا و هرولة في كل شيء بلهفة على كل شيء حتى انهم لا يشعرون بمرور الوقت و الايام و السنين ،تراهم يركضون مجردين من عقولهم تائهين بين الصفوف في كل شيء ،حين يجن الليل يسارعون للنوم يضعون رؤوسهم على الوسادات دون التفكير في ما عاشوه في ذاك اليوم ،اكثرهم يفكر في المال و كيف يحصل عليه فقط لا غير ،لكن لا يفكرون في هل هذا المال سيمكنهم من عيش الحياة ،تجد اسباب في التفكير في المال تنحصر في شراء رغد العيش لباس سيارة بيت فاخر لقصد التباهي و التعالي لا غير ،حب المظاهر اكثر من حب العيش في راحة تامة ،لا يكثرتون لاي شيء لا لصحتهم و لا لأعمارهم و سنواتهم التي يهدرونها في الصراعات اليومية على ما هو مقدر لهم ،و الاغرب انهم اكثرهم مؤمنون بالله ،و الاخطر يؤمنون به في اشياء و لباقي الاشياء يغفلون،ينسون ان هذا الاله الذي به يؤمنون هو نفسه الخالق و هو نفسه الرزاق و لن يأخذوا من الدنيا الا ما هو كتبه لهم ،يعني كل هذا الصراع و الركض اللامتناهي و الحرب مع الحياة من غير جدوى فما هو مقدر مقدر حتى لو تضل مكتوف الايدي و الارجل سيصلك حتى لو كنت نطفة في بطن أمك ،مثل ما نجد هذا النوع من البشر المتكاثر نجد كذلك نوع اخر مختلف كل الاختلاف عن هؤلاء ،نوعية تعرف حقيقة الحياة و مؤمنة بما هو مقدر و مكتوب و تستمتع بكل لحظة بكل شاعرية و تعيشها برومنسية فائقة تتلذذ في كل صباح بنعومة النسيم و رائحة الورود و الاشجار و تتمتع بمزيج الوان الطبيعة ،و تستمتع بكل لقاء و تجد صحبة كبار السن من أعز الاوقات و ارقاها تشم فيهم رائحة الحياة و يفوح منهم عطر الصبر و الكفاح و نظرات العميقة تحكي اساطير لن تكفيك مجلدات لكتابتها لكن اقدس شيء عندهم هو الصحة و عقيدتهم الحمد على كل شيء بكل سعادة لا يرون اي صعوبات لكن يستغربون هذه الأجيال المتراكمة بلا فائدة ،يجدون الإفراط في هذه الاجيال في كل شيء عيونهم فارغة لا يملؤها الا التراب ،يحبون كل شيء في آن واحد اللهفة لكن كل شيء خال من اي طعم حتى نجاحهم في أي شيء ليس له أي قيمة يفرح به ساعات و بعدها تجده نوعا ما مكتئب و الاسباب انه يريد اكثر مما حصل عليه،اجيال الطمع و الجشع نفوسهم خالية لا تعرف الاكتفاء بشيء تحتاج المزيد و المزيد لا تكتفي بشيء،هذا النوع من البشر خال من اي روح عبارة عن جسد انسان آلي مجرد من اي مشاعر و دون روح.

و هناك نوع من البشر لديه روح مختلفة عندما تتقمص في جسده تكون في حالة طبيعية عارية و نقية لكن سرعان ما تتأثر بالعوامل الخارجية و الظروف المعيشية مما يجعلها تكتسب برامج و تشوهات تفقدها لمعناها الطبيعي و الصفاء و النقاء و تبعدها عن حالتها الأصلية.تتكيف مع الحالة المعيشية و تتأثر بإعاقة المجتمع الذي يفرض عليها نظام عقائدي و نمط معيشي لا ترغبه و لا يعكس حقيقتها،حيث تجده يتطبع مع المجتمع في الفكر و كيفية العيش و التصرف ينسخ كل شيء و يجسده و يعيش على البرنامج المتداول انه يجب عليه الذهاب إلى المدرسة المختارة له و الحصول على شهادة ثم العمل ثم الزواج و تكوين أسرة ثم التقاعد هنا تترسخ بعقله مفاهيم خاطئة عن الحياة و عن السعادة و الحرية و النجاح و الحب و القوة يقضي عمره كاملا و هو يطارد السعادة و يفعل كل ما برمجوه عليه لكن في الاخير يجد نفسه انه لم يدرك السعادة الحقيفية و لا الاكتفاء الحقيقي ،و مع تكيفه الاجتماعي يجد نفسه إكتسب شخصية مزيفة يرتديها كقناع يغطي به هويته الحقيقية ،يعيش حياته كلها بشعور دفين بانه منفصل عن ذاته الحقيقية ،غريب عن نفسه لا يعرف من هو، هناك جزء مفقود من نفسه و يشتاق إليها يعيش حياة فارغة دون أي معنى و تضل المعاناة الدفينة إلى ان يدق ناقوس الخطر للإستيقاظ ،لكن ليس الكل يدق لديهم هذا الناقوس.

الدكتورة نارزين حسن بني هاشم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة أخبار العرب 2013