بينما نحن على قيد الحياة سئمنا العيش و مللنا،
لم نملك يوما حرية الاحتفال بأعيادنا على طقوسنا،
و لا حتى الهرولة لعبا و لا الحق في البكاء عند سقوطنا
حرمنا حتى حق الحرية في التسامح بيننا،
نأكل ما يصنعون و نلبس ما يخيطون ،
نستيقظ على ساعة زمنية حددت لنا،
صرنا قطيعا يرعانا ذئاب و نحن راكعون ساجدون،
نشرب ما يعصرون حلالا حراما لا أنا و لا انتم مكثرتون ،
نضج العنب في غير موسمه،
و البطيخ لقموه تفاحا ذاخله بزر أزرق
بألوان رايتهم يغزو احشائنا،
لم تعد رائحة الخبز كعادتها ،
القمح سعره في الحانات ثمين،
يجب علينا إكرام ضيوفنا على حساب جوع اطفالنا،
لبيك يا سائحنا،نحن لدولاراتك عابدون،
فأنت القبلة التي يسجد و يركع لها حكامنا المتأسلمون،
لبيك يا قاتلي،نحن الاعداء المحبون،
انظر إلى الطريق الذي معه أتينا،
و إلى أين نحن ذاهبون،
الكثيرون نجحوا في خداع أنفسهم
و انتصروا بسهولة على صوت العقل،من هنا الى هناك لا يوجد طريق عودة،
نحن العدو الذي لا ينتقم،
نحن الاحباء المرغمون المغرمون العاشقون لأعدائهم ،
عندما نذهب في صمت من هناك إلى هنا
لا نتسأل و لا نسأل نحن على طبيعتنا مسيرون منبطحون شاكرون حامدون لجلادنا ،
نحن الاصدقاء الاعداء الأعزاء المبعدون المقربون ،
لا نملك سلطة لأي شي حتى على انفسنا،
لا نملك الوقت لأي شيء ،
نستيقظ على استيقاظهم ،
ننام على ساعة نومهم،
نشاهد قنواتهم،
ساعات غذائنا محددة ،
كلنا بهوية اوراق عليها صورة شخصية
مع رقم تسلسلي ،
صنعوا إختلافنا حتى بالألوان ،
رايات مختلفة الرسوم،
كلنا موحدون برمز واحد جميعنا لنجمتهم حاملون ،
من صنع خرائطنا و رسم حدودنا،
كنا على جيادنا و جمالنا قوافلا مسافرون،
في اراضينا محررون
نبيت اينما جن ليلنا
دون إيجار،و لا شهادة ملكية لمبيتنا،
في كل الاوقات على مدار الايام و السنين نجوب شرقا جنوبا شمالا غربا
الشمس شمسنا و القمر لنا،
من رسم خطوطا لنا و قنن تفرقتنا،
الزرع زرعنا و القمح قمحنا،
و الجبال جبالنا و البحار اسماكها قوتنا،
من حدد سعرا لنا ،
إذا كان هذا ثمنا للحضارة أنا أعترض،
لست ببائعة ،أنا المتمردة على كل القوانين،
سجل يا تاريخ،
أنا العربية ،ليس لي حكام و لا محددة ألواني،
أجول العوالم على مزاجي في رسوم خرائطكم،
سأوحد كل الألوان في لون الحق و السلام،
و سأجمع كل الاديان انا لست اله ليعبدونني كما تفعلون ،
ساجمع الملل على المحبة و كل يعبد الهه على طريقته فلهم الحق في جهنم اذا كان هذا ما يرغبون،
سأجمعهم في حرب واحدة عربا عجما بسلاح صوت العقل ،
فانتم نسيتم من أكون،
انا تاريخكم الأول و الأخير،
و الاهكم و ما تعبدون مفتول القرون ،
هو و احفاده و انجاله عندي يدرسون.
رفعت الاقلام و جفت الصحف .
الدكتورة نارزين حسن بني هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق