كتبت:زيزى ضاهر
تم النشر بواسطة:عمرو مصباح
إلى عربي سكن التاريخ يوما
مسافر هو في كل زمن
لم يولد إلا على
كف عقود معتقة
من تراتيل الأنبياء
أقرأه كل يوم
في سطور الثائرين
وهتاف المناضلين
يلقي غضبه ويمضي
على شراع وطن
يحتضن الحرية شعلة
من أنفاس الشهادة
في ذاكرة الزمن يقاوم
كحد السيف
يستل أطياف الرصاصة
قد عاش في أسطورة الخلود
على مر أزمان وعقود
هو هناك في روح الأرز
أراه يحلق حرا
على أبواب مدينة الشمس
حيث ارتقى طائر الفينيق
مشتعلا بين جموع الفقراء
كما يولد كل مائة عام
تراه مغردا في مصر
يبحث عن آيزيس
يلتمس منها السلام
وفنون الحب والانتصار
ليجول في أزقة الهرم
باحثا عن موعدا
دون غدر القدر
ليلتقي آلهة المعابد
ويجول في عصر الحكاية
يتابع رحلته ناشرا
بذور الحب
فاتحا أبواب النهار
يطالع هناك في دواوين بغداد
عن قصاصة عشق
لبلقيس القصيدة يكتبها إليها
على جنون كف المطر
ويهيم عاشقا مشردا
في حواري دمشق العتيقة
منتشيا عبق التاريخ
شهيا كسحر زنوبيا والمطر
ويفرد جناحيه قدسا
يقبل مهد المسيح
فيصلي متعبدا
في محراب مريم
ثم ينثر عبقه خمرا
على أرض العرب
ربما ترتوي يوما
من ابتهالات الأمل
لتعود حرة
مع تغاريد العائدين
هو هناك يسأل
كيف تنام عشتار
وفي عينيها
يرقد ربيعا من الألم
دما على نهر آدون
ثم تصحو وتغرب
مع قوافل العاشقين
إلى محراب النور
حيث تختلي أمنا العذراء
بأبجدية السماء
في محراب الرب
بحثا عن قبس
من زيت الحياة
يشعل فينا روح الأمل
هي هناك
تنظر من بعيد
تتلو صلاتها
على أقصاها الجريح
فتستريح تعبة على مهد المسيح
وتستغيث بك تنهض
لتحرر عينيها قبل المغيب
فالبطل قد نام صامتا
قبل عام من التاريخ
لكنه سافر بجسده
عبر آلاف الطلقات
وانتظر الرصاصة
أن تأتي زائرة
كطيف حورية من السماء
مثل بحار كان يهوى الرحيل
إلى ساحة الميدان
لكن سفينة الأقدار مضت
وأخذت معها الطلقة
واختصرت تضاريس الوطن
على مذبح عينيه
وكتبت بدم الشهادة
حبره على طول الحدود
وأسدل الليل آخر خيوطه
ونام هناك مائة عام من العودة
في زناد بندقية لم تمت
لم تسقط
لكنها اختفت
على مساحة الوطن
تنتظر الرجوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق