الثلاثاء، 29 يوليو 2025

طريق البخور



الحلقة (16).


بقلم/ د. علي الدرورة 

تم النشر بواسطة:عمرو مصباح 


           *البخور المسقي*


كيف كان أهل الخليج يصنعون البخور في عصر الغوص؟

 بالرغم من بساطة السؤال إلّا أنه قفز إلى ذهني حيث تذكرت كيف كان الناس في الماضي يصنعون البخور بطريقة بدائية، ولكنّها مبتكرة وفعّالة، وبما أنّ البخور يُعدّ سلعةً غاليةً وهي ليست من الأساسيات، ومع هذا فقد كان الناس يُقبلون على اقتنائه والتهادي به.



أما عن طريقة التصنيع الشعبي فالبخور الفاخر يستخدم بتقنين، ومن الجمعة إلى الجمعة، وكذلك في الأعياد والمناسبات السعيدة، وكذلك إذا حلّ ضيفًا غريبًا، بمعنى أنّ أيّ ضيف من الأهل أو أبناء المنطقة فلا يُقدّم له البخور.


وقد كان أرخص أنواع البخور هو الجاوي بألوانه الثلاثة (الأسمر والوردي والأصفر)، وما زال رخيصًا حتى اليوم، ثم يليه الصندل. والمعروف عن خشب الصندل أنه عدّة أنواع باختلاف الأشجار وبيئات الغابات التي يستورد منها، فبعضه مائل بين السواد والاحمرار أو أحمر أو أحمر مائل للبني، ويستورد على شكل قطع كبيرة من الجذوع ويباع بالوزن حسب القطع التي تقطع من الجذع أو ساق الشجرة.


 ويقوم المشتري بإعداد بخور بنوعية مبتكرة من خشب الصندل وتحويله إلى بخور مختلف، حيث يقوم بتقطيعه إلى شرائح صغيرة ويجمعها في وعاء خاص ويسكب عليها زيت الورد والعود والمسك أو حسب العطور المتوفرة لديه، وتترك شرائح خشب الصندل فترة زمنية لتتشبع بتلك العطور أو الزيوت فيكون قد أنتج بخورًا مختلفًا عن بخور الصندل.


هذا البخور يدعى: (مسقي) حيث تم سقايته بعطور وزيوت مختلفة، وهذه الطريقة القديمة ما زالت متداولة ولكن على نطاق محدود، والسبب في ذلك أنه في عصرنا كثرة أنواع البخور المصنعة شعبيًا، فلم يكن أجدادنا يعرفون ما يسمّى اليوم (بخور المعمول)، ولا (المبثوث)، ولا التسميات الحديثة التي باتت تغزو الأسواق بشكل لافت، وقد أخذت مسمّيات تجارية بأسماء أشخاص أو بأسماء مدن.

والبخور المسقي هو ما كان يعرفه ويصنعه أجدادنا في العصور القديمة حتى فترة عصر الغوص، وقد رأيت ذلك في طفولتي، وكنت أقلّد ذلك حين كنت يافعًا.

-------------

رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة أخبار العرب 2013