كتبت/ نارزين حسن بني هاشم
ليس كل متعلم مثقف و ليس كل مثقف متعلم ،هناك الكثيرين لم تسنح لهم الفرصة لذخول المدارس بسبب ضروف مادية و قلة الحيلة،و هناك اسر متعددة الافراد يسمح للبعض فقط منها بفرصة الذهاب للمدرسة و هناك تقاليد عند البعض يسمحون للدكور فقط دخول المدارس و الاناث يمنع عليهم ذلك لاسباب مختلفة و كلها تصب في نهر المعتقدات و التقاليد و الشرف و الحياء و العديد من الاسباب.
لكن الدخول للمدارس و مواصلة المسيرة الدراسية بأكملها لحد بلوغ المستوى المطلوب لشهادة معينة هذا لا يعني ان الانسان صار مثقفا لانه يحمل شهادة ما،
و الكل يشهد له بثقافته لمجرد تحوزه على ورقة رسمية تدل على ما يصوفنه به ،لكن ليكون الانسان مثقفا هذا لا يعتمد فقط على تعليمه في قاموس مدرسي ،بل هناك الكثير من الدروس الغير موجودة في المؤسسات التعليمية التي تكمل ثقافتك،و العديد من الاساليب منها المجتمع و الاسرة و تطوير الذات و تشمل كذلك المعتقدات و الاخلاق و الفن و القوانين و التقاليد و جميع الاعراف و العادات و كذلك ثقافة الروح ،أي أن على الفرد الالتزام بالابتعاد عن كل ما هو مخلي بالاخلاق و مفسد للروح في عملية تطهير ذاتية و خصوصا الحفاظ على هذا التوازن ،كذلك القراءة اكثر محور يساعد على ثقافة المرء و لابد من اختيار ما يقرأه ليس كل ما تقراه يعتبر مفيدا هناك الكثير من الكتب تسبب ارهاق فكري و تخل بالتوازن النفسي للقارئ ،يعني لابد من الاختيار الصحيح و بعناية فائقة لان القراءة غذاء للعقل فلابد من الحذر مما تغذيه،على المرء خلق انماط متنوعة من السلوكيات في حياته التي تعتبر مظهرا من مظاهر الثقافة التي هي مجموع الانماط و المعارف المعيشية التي لا تذخل في طبيعة الإنسان الأولى.
فهنا يحتاج المرء الى اتباع منهج شمولي في الفكر و النظم و القيم و المعتقدات و العادات و المهارات و طرق التفكير و وسائل الاتصال و الانتقاليات المتعددة التي تحدث في حياة الانسان و التقلبات كل هذا تكميلي للانسان المثقف ،فحين تتواجد كل هذه المعطيات و يحافظ عليها بكل عناية و حذر و يتم الحرص على تغذيتها بما يفيدها و يطورها لمستوى اكبر يصل الانسان الى درجة المثقف،و يجب كذلك الاهتمام بطبيعة الثقافات المتعددة للوصول لطبيعة الحياة الثقافية الانسانية .لا ننسى ان هناك مجموعة من المكونات و المتغيرات التي تؤثر على المجتمع.
الدكتورة نارزين بني هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق