الخميس، 5 مايو 2022

الكاتبه هويدا طه تكتب : فكرت للحظات لماذا المنتحر لا يهب الموت ؟


 فكرت للحظات لمذا المُنتحر لا يهاب الموت ؟

لماذا يُقبل عليه وكأنه هو الحياة بعينها ؟ 

وكأنه مُنقذه من عمق بحر أكد له أنه غريق لا محال 

حاولت أن أتعايش إحساسه لكى افهم تلك القوى الخفية التى 

تتحكم به وتدفعه إلى ذلك دون أدنى مُقاومة فوجدتني أبحث عن أسرع طريق لإنتهاء معاناه ، لا مجال للنقاش ، لا مجال لفكرة بديلة ، بل هو الموت السبيل الوحيد للتخلص من تلك المعناه ولكن ولكن ولكن 

كم من معاناه ستولد بعد انتهاء حياتى ، بل سأترك خلفى معاناة الكثيرين اللذين لن يستطيعون التخلص منها كما فعلت ، بل سيُبقيهم عجزهم يعانون العمر كله ، ومن هنا علمت ان المنتحر 

قد وصل الى تلك المرحلة بسبب معرفة قيمته التى لا تُذكر عند الآخرين ، علمت أنه ماتت الحياه بداخله قبل أن يموت ، علمت أن قلبه لم يعد ذلك الشئ النابض الذى يضخ مشاعر قبل دماء فقد تجلطت به المشاعر الى أن توقف وريده وشريانه عن نشر الحياه بداخله فسقط قبل أن يسقط الجسد .

وبعد موت ذلك الذى قد رأيناه فى يومٍ نكرة يُصبح فجأة حديثنا ونندم على تجاهلنا لمشاعره التى قد سخرنا منها يوما ، للحظه واحده أنظر لمن تجرحه أو تظلمه نظرة المُنتحر واعلم أن من قتله لسانك أو إهمالك له أو إضطهادك او ..او.. فقد حولت ذلك صاحب المشاعر الى جثة هامده .


دعونى أكتب كلماتى على لسان مُنتحر :

تركت الدنيا لهمومي

ياليت الموت يقبلني 

سأنساكم وتنسوني 

فقدت قلوب تعشقني  

يامن بنيرانكم تلقوني

أبات وحيدًا، هنا قبرى 

سعيتُ كثيرًا تأووني 

إليكم دنيا بلا قلبى

فكنت أعيش و لومتوني 

وحيدًا رغم كثر أهلي

يأست حياتي فأدعولي 

لعل رحمة من ربي .


إذا المُنتحر قد ماتت بداخله الحياه لم يبق غير جسد اراد أن يُكمل تلك العمليه لتنتهي فى سلام مع العلم أنه يعلم أنه سيواجه مصير أسود كعقاب على التفريط فى روحه من الله لكنه بالفعل قد مات فليس على قلبه سلطان ومن ذلك خرجت من هذا التفكير بشئ 👈 من منا لم يتعرض لظلم ؟ 

                                من منا لم يجرحه أحدهم ؟

                               من منا لم يواجه مصير سئ؟

كلنا قد تعرضنا لكل هذا ولكن بدرجات متفاوته

             ( فهناك شخص بيننا قد يعيش بقلب مُنتحر )

        لا يهمه اذا جاء الموت من عدم مجيئه 

          فاجتهد أيها القاسى الى ان تدفعه بلسانك الى مقبرته

ولكن تذكر أن هناك مقبرة تنتظرك أيضا 👌.


هويدا طه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة أخبار العرب 2013